تجارب عطرية

تجارب عطرية

أحيانا تنشر بعض شركات العطور أو مجلات الموضة معلومات عن الروائح وتأثيرها على الإنسان و ذلك من باب التسويق لبعض المنتجات أو لجذب القراء للمواضيع المنشورة و لكن بعض المختصين في مجال الصحة العامة والأطباء يقومون ببعض التجارب للتأكد من صحة هذه المعلومات وخاصة اذا كثرت الأقاويل عن معلومة معينة أو عند تداولها على نطاق واسع و أمثلة هذا كثيرة و من أبرزها الجدل حول هل للإنسان فيرمونات (الروائح التي يفرزها الجسم و يمكنها التأثير على أشخاص آخرون) فمعظم الكائنات الأخرى تستخدم الروائح للتواصل  مثل الحشرات و الحيوانات مثل النمل والغزلان فالمسك هو رائحة يفرزها ذكر الغزال لجذب الإناث و امثلة ذلك في باقي الكائنات كثير و توجد في الاسواق عطور يزعم منتجيها أتها تحتوي علي فيرمونات الإنسان سواء رجالية أو نسائية ولكن مع بعض من التفكير نجد أنه من المحتمل أن يضع رجل هذا العطر في حفل مزدحم فكيف للمرأة أن تعرف مصدرالرائحة على وجه التحديد!

..وإليكم جانب من هذه التجارب : عند إجراء هذه التجارب يحاول القائم بالتجربة أن يكون المؤثر الوحيد هو الرائحة إذا فكيف يجعل المشاركين في التجربة يشمون رائحة الشخص دون مقابلته؟

لمعرفة الإجابة يجب أن أشرح لكم خطوات تجربة ال تي شيرت يعطي للشخص الذي نريد الإستعانة به للحصول على الرائحة البشرية تي شيرت جديد لم يلبس أو يغسل و لونه أبيض غير مصبوغ ثم نطلب منه إرتداء التي شيرت والنوم فيه لمدة ليلتين أو ثلاثة مع الإمتناع عن إستخدام الصابون أو المنظفات المعطرة و الإمتناع عن المشروبات الكحولية و التدخين و أيضا عدم أكل الثوم او البصل أو الجبن قوي الرائحة أو الفلفل الأخضر الحار أو أي طعام ذو رائحة لاذعة ثم يتم تجميع التي شيرت منهم ووضعها في أكياس بلاستيكية و ووضعها في الفريزر حتي لا تتطاير الروائح بفعل الحرارة

و اليكم بعض النتائج:
إستطاعت معظم المشاركات في التجربة التعرف على التي شيرت الذي كان يرتديه أزواجهن من وسط عشرات القمصان الاخرى كما استطاع الرجال ايضا تمييز قمصان زوجاتهم

بتحليل هرمون التستوستيرون في لعاب الرجال كان تركيز الهرمون يزيد عند إستنشاقهم قمصان نساء في مرحلة الإباضة أكثر من سواهم الذين عرضت عليهم قمصان لم تلبس أو لنساء لسن في مرحلة الإباضة

أجريت تجربة أخرى على سيدات ليس لهن اطفال و طلب من كل واحدة ان تحمل رضيعا بين ذراعيها لمدة ساعة ثم طلب منهن التعرف على الطفل الذي كان معها عن طريق الرائحة فقط وقد نجحت معظمهن في ذلك ومن معروف أيضا ان الرضيع يستطيع التعرف على أمه من رائحتها

أجريت تجربة أخرى للتأكد من أن بعض الروائح لها تأثير منشط على الرجال مثل رائحة القرفة أو القرع العسلي أو اللافندر ووجد أن الروائح عامة لها هذا التأثير لانها تزيد من سرعة إندفاع الدم في الجسم و من أدلة ذلك انه يمكنك أن تساعد شخصا أن يفيق من إغماءة إذا جعلته يستنشق رائحة قوية فتساعد على زيادة الدماء المندفعة للدماغ

ومن الطريف أيضا أن بعض النساء عندما يحاولن إنتقاء عطر ذو جاذبية للرجال يشترين عطور بها رائحة مسك و قد إكتشف الباحثون ان أنف المراة حساس للمسك أكثر من انف الرجال ب 1000 مرة وبالتالي فهذه العطور تؤثر في المراة أكثر من الرجل و لكنها تقوم بنفس الغرض فتجعل من ترتدي العطر أكثر عاطفية و إنطلاقا مما يزيد من جاذبيتها بطريق غير مباشر . قد يعتقد بعض الرجال أنهم إذا لم يضعوا عطورا أن رائحتهم الذكورية ستجذب بعض النساء ولكن اثبتت التجربة أن الرائحة التي يفرزها الرجل مع العرق و تسمى اندروستينون تكون رائحته جيدة بالنسبة للنساء و تكون موجودة في العرق الطازج ولكن عند تعرضها للهواء تتأكسد وتذهب رائحتها و تتحول الى مركب آخر وهو اندروستينول وهو غير مستحب لمعظم انساء فاذا فمن يريد استخدام رائحة الجسد الطبيعية يجب أن يكون في حالة عرق مستمر و ان يستبدل ملابسه كل 20 دقيقة و أعتقد ان هذا شبه مستحيل!

وعلى الصعيد الآخر اثبتت التجارب ان الرجل لا يكفيه أن يكون وسيما أو لديه سيارة فارهه ليكون جذابا ولكن يجب عليه ان يستخدم العطر أيضا..فقد عرض على بعض النساء صورا لرجالا و يصاحب عرض كل صورة  رائحة اما جيدة او سيئة و كان تقييم النساء لصور الرجال الذين صاحبتهم الرائحة العطرة انهم الاكثر جاذبية