عطور خالدة تذكرك بأشخاص لا تنسى

هل تتذكرنى …؟

السلام عليكم.. هذه أول تدوينه لى فى هذا الموقع الملئ بالشخصيات الراقية أصحاب الحواس الفنية والخيالية ، ولا أبالغ أذا قلت عن الجميع هنا انهم غارقون فى الرومانسية.. و الحمد لله أننا أشتركنا فى حب شئ كان يحبه نبينا صلى الله علية و سلم.

موضوعى الأول في الموقع ، عن سر التأثير الساحر لثلاثة أشياء إذا اجتمعوا معا رسموا خيالا يبقى إلى الأبد في ذاكرة الأنسان : العطور.. الأشخاص .. الزمن .. مع الأخذ بالحسبان الاستمتاع واللذة الحسية التي تختلف أسبابها من شخص لآخر .

أعتقد للوهلة الأولى أن الأمر له علاقة أساسية بالزمان أكثر مما له علاقة بالمكان! على سبيل المثال الأشخاص مثلى في الثلاثين من العمر مؤكد أنهم يشتاقون إلى فترة الثمانينيات مثلا من القرن الماضي.. وذلك لأنها تقريبا أفضل و أجمل الفترات خلال الخمسين سنه الفائتة بشهادة العالم.. كان كل شئ كن جميلا..الأشخاص..الشوارع..الأغاني..برامج الأطفال والكرتون..كل شأ كان بسيطا مع لمحة تكنولوجية بسيطة في مختلف نواحي الحياة بشكل لا يؤثر فيها كليا.

كانت هناك ثورة تغيير في كل شئ بالعالم.. اجتماعيا و سياسيا و فنيا و حتى رياضيا.. تحس وقتها أن العالم أصبح بالألوان الطبيعية..من هنا بدأ مفهومي عن العلاقة بين العطور وبين الزمن والأشخاص..قبل العاشرة من العمر كنت أحس باستمتاع دافئ جدا عند مجئ بعض الأشخاص إلى منزلنا وهم يضعون عطور الساحرة.. وقتها عمري لم يسمح لي بأن أستوعب أن هذه عطور و أن هؤلاء الأشخاص يشترونها و يرتدونها..كنت فقط أحس بسعادة و متعه حسية.. و أرتبط وجودهم شرطيا بوجود هذه الرائحة أو العطر.. و حقيقة لا أعرف حتى الآن.. هل أحببت هذا العطور لأنها ترتبط بهؤلاء الأشخاص.. أم أننى فقط أتذكر الآن هؤلاء الأشخاص بكل حب و شوق بسبب عطورهم الساحرة آنذاك الوقت..

من هؤلاء الشخصيات كانت خالتي رحمها الله التي توفيت في عمر الثلاثينيات …كانت بالنسبة لي المتنفس الذي يجدد منزلنا بالروح والمرح والضحك والشباب والحيوية .. كانت تضع عطر (كنزو سمر النسائى).. الذى كلما كنت أشمه أحس باحساس غريب لا يوصف .. حتى وقتنا هذا ، مازلت احرص على تذوق هذا العطر من حين لآخر لكي أنتقل اليها عبر الزمن حيثما أريد و وقتما أريد.

أيضا حبي الأول في الجامعه الذي أستمر 5 سنوات.. كانت ترتدي عطر (مونتانا النسائى).. كلما شممت هذا العطر في أي مكان انتقلت بوجداني إلى عالم آخر لا أعرف أين هو.. ولماذا أنا فيه!

أيضا خالى الأكبر رحمة الله كانت أيقونته العطرية هي وان مان شو أيام الثمانينيات.. وكان مقيم بأبو ظبي.. فكانت طلته علينا فى اجازة الصيف بهذا العطر جعلته أسطورة خيالية هو و عطره بالنسبة لى.. أسطورة تطل علينا من وقت لآخر

وصل الأمر بسحر العطور الى درجة أن هناك عطرا شممته على شخص صديق لأحد أصدقائي تقابلنا معا مرة واحدة منذ سبع سنيين ولكنه مازال يذكرنى به ولا أنساه..كان يضع (كنزو الرجالي) وكننا معا يومها نزور المتحف المصري بالتحرير.. لن أنسى هذا اليوم..ولا هذا المكان..ولا هذا الشخص.. و بالطبع لن أنسى عطره أيضا..

يبقى السؤال..لماذا يحدث هذا لا أعرف..هل هو ثبات هؤلاء الأشخاص على عطر معين.. أذا لماذا مازلت أتذكر صديق صديقى مع أننى قابلته مرة واحدة فى حياتى..بل و اتذكر المكان أيضا..؟

وهكذا.. كلما مر بك الزمن.. تضيق بك الدائرة و تمعن في التركيز ومحاولة عصر ذاكرتك لتذكر بعض الإحداث أو الأشخاص أو الأماكن التي لا تنسى أو تمحي من ذاكرتنا..

ومضة صغيرة :

أفضل أوقاتي في هذا العالم هي ببساطة… عندما أجلس أمام البحر في مرسى مطروح بمصر الحبيبة …فوق تل عجيبة.. أستمع إلى أغاني ريتشارد ماركس و مايكل بولتون من الثمانينيات… و أتذوق شوكولاة جالاكسى … و أرتدي هذا العطر الذي لن أبوح باسمه أبدا.. لأنه يذكرنى بأحد أكثر أسراري غموضا و خيالا…

في النهاية أحب أن أشكر كل من قرأ أو علق على موضوعي الأول و رغبت أن أشارك ما بوجداني معكم و أشارككم أيضا عشقي للعطور و رغبتي في المشاركة معكم في هوايتكم الراقية جدا.. شكرا و إلى اللقاء .. أعتذر عن ضعف لغتي و أسلوب كتابتي..