مذاهب الناس في اختيار العطر المياس

السلام عليكم ، وطيب الله أوقاتكم بكل رائحة جميلة وجعلكم من عتقاء رمضان ، وبعد ، ففي حين تجد الناس مشارب ومآرب في أفكارهم وهواياتهم ومغامراتهم فهم في عالم العطور كذلك مشارب ومآرب ومزاج .

إنه لو قدر لك أن تكون بائعاً في محل عطور لعرفت تلك التوجهات عن قرب ولفهمت مغزى الكلام وللتوضيح فإن الزبائن أنواع وطرائق قدداً فمنهم من يسأل عن عطور ماركة معينة ويشتريها مغمض العينين معصوب الجبين رافع الحاجبين هل يحدث هذا ؟ الجواب عند القارىء !

وآخر سمع عن عطر ما ذاع صيته وشاع رسمه وفاح وصاح به معجبوه فغرد معهم وكما يقال مع الخيل ياشقراء فيشتريه حسب ما سمع !

وآخرون ما إن يروا دعايات وملصقات ونساء مائلات مميلات يروجن لعطر ما إلا ولهثوا خلفه لا يهمهم السعر ولا الرائحة ونوعها ولا مناسبة العطر لأحوالهم من سن وغيره !

وفريق لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فهم في طور غريب ومزاج عجيب فلا تهمهم ماركة العطر ونوعه وسعره ورائحته بقدر ما تهمهم زجاجة العطر وتصميمها وجمالها فيشترون القارورة ولو كانت بحجم قارة ولا يترددون في اتخاذ القرار من أجل الفوز بتصميم جميل !

وفريق منهم يشتير العطر المندرج تحت ماركة كذا فحسب ولا يتعب نفسه بالشم والتذوق وغير ذلك ..

أما النخبة فالله يعين البائع عليهم لا يعجبهم العجب فيجربون ويخرجون القوارير من الرفوف حتى يقر بهم القرار على عطر يرضي طموحاتهم ويلبي مزاجهم .

بل ربما أن بعضهم قد درس تاريخ العطر وجغرافيته وكيميائيته قبل شرائه فعرف ضعفه وقوته وشبابه وشيخوخته ثم بعدها جهز المهر وطلب القرب .