عطر شاماد النسائي من قيرلان

عطر شاماد النسائي من قيرلان

Chamade Guerlain

شاماد .. يالهذا العطر المتصوّف الذي أُنتج عام 1969 .. نفحاتٌ روحانية يثيرها رذاذ هذا العطر ليحلِّق بكم إلى عالمٍ آخر .

سبق و قلت أن العطر الأسطوري الشرقي الجلدي شاليمار تم صُنعه بحرفيةٍ عاليةٍ جعلت منه أفضل عطرٍ نسائي على الإطلاق برأي أكبر حرفي العطور و أكثر الأنوف إحترافية على مدى تاريخ العطور و حتى هذه اللحظة .. و لكن ماذا عن شاماد؟!

شاماد الذي سحر النساء و الرجال معاً .. بل سحر صانعه جون بول جيرلان الذي مافتىء يُؤكّد أنه أفضل عطر صنعه في حياته .. عطرٌ نسائي التصنيف و لكن الرجال يستخدمونه بكثرة .. و عندما نقول بكثرة هنا فالمقصود بكثرةٍ تُضاهي العطور المصنفة عديمة الجنس .

ماهو السرّ الذي يُخفيه هذا العطر بين ثنايا زجاجته التي قلبت موازين عالم العطور قبل أن يقلب ريموند جيرلان (مصمم زجاجة شاليمار كذلك) القلب الذي تُمثّلهُ زجاجة هذا العطر الخرافي و سهم كيوبيد الذي اخترقه .. سنعرف حالاً أثناء رحلتنا التي سنسافر بها ليس عبر طائرة و إنما على بساط الريح العبق برائحة شاماد .. و الذي سيحملنا معه في رحلةٍ يجوب بها السّهول و التّلال الخضراء .. مخترقاً الضباب و الهواء البارد .. ليجعل نفحات الندى العبقة برائحة البساتين تُداعِبُ وجوهكم و تُلامِسُ أُنوفكم .. قبل أن يرتفع مُبتعداً بكم إلى الأجواءِ التي تستسلمون فيها بشكل تام للحظات الحب الآسرة و أنتم تنظرون مُنتشِين بسعادةٍ إلى هذا العالم الصّغير الكبير .. المليء بالأسرار و الخبايا ..

قصتي مع هذا العطر:

كانت أروع رحلة عطرية حدثت لي في حياتي .. جربت فقط ثلاثة عطور .. شاليمار المركّز الأسطوري و الذي تبلغ القنينة 30 مل منه مايربو على 1200 ريال .. ثم جربت مرةً ثانية لوغ بلو (الساعة الزرقاء) و اشتريته .. ثم جربت شاماد .. و اكتفيت عطريّاً .. و أثناء عودتي مع الزملاء بالسيارة و أنا أتجول بين روائح الثلاثة عطور و التي تم وضعها على الجلد و على ورق التّستر المدوّن عليه إسم كل عطر .. كنت أعرف رائحة شاليمار و أعرف لوغ بلو .. فعكفتُ أتلذّذ برائحة شاماد طيلة الثلاث ساعات التي استغرقتها رحلة العودة .. لقد عِشتُ النّشوة العطرية في أرقى صورها و أجمل مراحلها .. نسيت حينها كلّ رأي يذم هذا العطر .. و لم يدر بخلدي حينها سوى من امتدحوه .. و استغربتُ كثيراً لعدم وجود موضوعٍ عنه .. كيف غفلنا عن التدوين عن هذا العطر الفذّ .. هذا العطر الساحر الذي استحوذ على حواسّي بالكامل .. و أقنعني أن الجودة في فن العطور غير مرتبطة بزمنٍ أبداً .. و الآن لنستكشف مكنونات هذا العملاق الذّكي الرائحة ..

وصف العطر:

يبدأ هذا العطر الشرقيُّ الفاكهيُّ الزهريُّ  افتتاحيتهُ اللاذعة بروائحِ الياسمين و الخزامى و البرغموت .. ثم تنحدرُ الرّائحة تدريجياً لتُصبحَ حُلوة النّكهة على مشارف قلب العطر الكبير .. ذلك القلب الفاتن و الحاوي على الورد و الليلك الذائبين في عصيرٍ من الكشمش الأسود المستخلص من براعِمِه .. و الذي يختلطُ بدوره مع زيتِ زهرةِ يلانج يلانج العطريّ الشّهير لصنعِ توليفةٍ فاتنةٍ زادها وقاراً و فخامةً اِشتراكُ القرنفل العجيب .. مما يجعل مراحل الرائحة من المقدمة إلى قلب العطر زهرية فاكهية خضراء .. ثم تأتي خاتمة هذا العطر البالغة التعقيد .. و كعادة دار جيرلان الموسومة بأفضل من وظَّفَ الفانيلاّ في العطور .. وضعَتْ هذا العطر كدليل إثباتٍ على صحة هذه المقولة .. فتستقبلكم الفانيلاّ و التي لها الصوت الأعلى هنا بمرافقة خشب الصندل الفاخر .. و يأتي الفيتيفير و الجاوي للمشاركة بشغفٍ مع هذه التوليفة العبقرية .. و يأبى العنبر الفتيّ إلا أن يضع بصمته الحلُوة النّكهة ليختتم هذا المزيج الروحانيّ الرائحة .. و ليبصم على تفرّد دار جيرلان في صنع عطرٍ كلاسيكيّ و شبابيّ و روحانيّ آسر .. يحملكم على بساط الريح الأسطوري .. لأنه بالفعل عطرٌ أسطوري بالغ التصوّف ..

عطرٌ قارَب الكمال العطري بجدارة .. كلوحةٍ فنيةٍ رُسمت بمهارة .. إنه عطرُ شاماد .. عطرُ كُلِّ الأبعاد .. عطرٌ لشغافِ القلب .. بل إنهُ عطرُ الحُبّ.

قطرة من شاماد:

عطرٌ كهذا استغرق إنتاجه سبعُ سنواتٍ .. و تم عمل أكثر من 1300 نسخة تجريبية قبل الوصول لهذه الرائحة .. وسُمِّيَ شاماد .. و التي تعني ككلمة دقّات طبول القوات الفرنسية و يُعنى بها هُنا دقّات أو ضربات القلب المُتسارِعة .. جديرٌ بأن يكون في صدارة العطور .. إنّه عطرٌ نظيفٌ للغاية .. مذهلٌ من البداية للنهاية.

تقييمي للعطر: 9/10

الإفتتاحية: الياسمين، الخزامى، البرغموت و الألدهيدات. قلب العطر: الورد، الليلك، القرنفل، براعم الكشمش الأسود و زيت نبتة يلانج يلانج العطري. القاعدة:  العنبر، الفانيلا و الجاوي و خشب الصندل و الفيتيفير.

يصدر العطر بحجم: 50 مل بحدود 380 ريال كماء عطر و 92 مل بحدود 470 ريال كماء تزيين و كعطرٍ نقي مركّز 30 مل بحدود 1350 ريال.

و إلى مواضيع قادمة بإذن الله ..  في أمانِ الله و حِفظه .. محبكم: عبدالله الغانم