عطور التبغ والورد والأزهار.
ذكرتُ في مقالٍ سابق – أرامس توباكو ريزيرف – على هامش العطور التبغية أنً عطور التبغ والورد والأزهار تكاد أن تكون شحيحة نوعاً ما ولا تحظى بإهتمام كبير من قبل مصممي العطور أسوةً بمثيلاتها من النوتات الأخرى التي مُزجت مع التبغ، وحتى إنً أردت حصرها فلا تعدوا مجتمعة أكثر من أصابع اليدين عددا. ومن بين هذا القليل برزت بعض العطور التي يتربع على قمتها وبكل جدارة واستحقاق عطر روز قندهار من أندي تاور الذي يتمازج فيه التبغ والورد بأبهى صورة قل نظيرها بين نظرائه رغم مماحكة اللوز والمشمش في ثنائية هي الأخرى رائعة. و عطر Wardasina من Sospiro الذي أجد فيه ثنائية التبغ والورد جميلة، ولكنها مُتزاحمة مع الزعفران والباتشولي وهو ما أثر بالسلب على بروز تلك الثنائية.
وهناك أيضاً عطور أخرى لكنها غير معروفة بشكل عام كونها تميل للجانب النسائي بصورة واضحة ومنها عطر Tabac blond من دار كارون وهو عطر قديم جداً من الخط الكلاسيكي الراقي، تمتزج فيه الجلود والتبغ مع زهرة السوسن بصورة باودرية ناعمة. وعطر أخر هو Tobacco Rose من دار Papillon الذي تهيمن عليه رائحة الورد بشكل أكبر مما أفقد تلك الثنائية خصائصها وأفرغها من محتواها بالرغم من عدم استخدام التبغ في العطر الذي أُستعيض عنه من خلال استخدام بلسم بيرو الذي يشبه إلى حدٍ كبير رائحة القرفة والتي هي الأخرى بدورها تُستخدم أحياناً كبديل للتبغ إذا ماتم تكثيفها. كذلك عطر Jasmine et Cigarette من دار Etat Libre d’Orange وهو عطر نسائي تتسيد فيه رائحة الياسمين على التبغ مما أفقدهُ بريقه.
ومن ضمن العطور التي تسير في مسار هذا الخط العطري، يبرز عطر Tabac Tabou الذي صدر في عام 2015 من الدار الفرنسية الرصينة Parfum d’Empire ليُقدم نفسه كواحد من عطور التبغ والأزهار، العطر كلاسيك ذو صفة باودرية جلدية أكثر من كونه تبغي، رائحتهُ اقرب إلى روائح الصابون الكلاسيكية القديمة.
وجهة نظري الشخصية في العطور سالفة الذكر هي أنني كنتُ أتمنى أن تستمر ثنائية التبغ والأزهار لِأطول فترة ممكنه تتبادل فيها الأدوار فيما بينها ومحاطة بسور من النوتات المشاركة بشكل خافت دون إفساح المجال لأي منهما بالتمرد على الأخر، ولكن للأسف الشديد فإن هذهِ العطور لم تكن كذلك ولابحجم التوقعات التي كانت معوله عليها، بل كان أغلبها يتصف بالرائحة الباودرية تارة، وخفوت رائحة التبغ في الكثير منها تارة أخرى، مما جعلها تدور في حلقة مُفرغة لانهاية لها.
عوداً على بدء فالخلاصة التي أستنتجتها هي إن أغلب عطور التبغ والأزهار خصوصاً ذات الطابع الباودري مثل السوسن والنرجس والتيوبروز والجاردينيا وحتى الياسمين دائماً ماتميل بالعطر إلى الجانب الأنثوي أكثر من كونها تُقدم ثنائية تبغية زهرية معتدلة، والمضحك المبكي في الأمر هو إنً هذهِ النوعية من العطور لاتستسيغها النساء اللاتي صُنعت من أجلهن، ولايستطيع إرتدائها الرجال الذين ينظرون لذلك بحسرة.
مع خالص الود. الساعدي
أحسنت أستاذنا الساعدي في الوصف… هذه الثنائية بين التبغ والورد أو الأزهار… لا أكاد أذكرها بشكل واضح.. مثل ثنائية التبغ والفانيلا (توم فورد كمثال)!!.. او كثنائية التبغ والجلود!.. أما عطر كارون تاباك بلوند فأظن عموما أنه أحد الايقونات العطرية بصناعة العطور، يقف بذلك مع شانيل٥، لور بلو من قيرلان، وغيرها من عطور تلك الفترة التي اصبحت مرجعا لغيرها من العطور!.. شكرا أخي الساعدي