عطر George من باقة عطور Jardins d’Ecrivains

عطر George من باقة عطور Jardins d’Ecrivains تجمع بين الكثير من الأفكار الشاردة والحائرة لتلتقي جميعُها على طاولة واحدة قد حُجزت للسيد جورج، وهو في الحقيقة الأسم المستعار للكاتبة الفرنسية الشهيرة في القرن الثامن عشر “أمانتين أورو لوسيل” والمعروف عنها تناولها المفرط للقهوة والتبغ عند شروعها بالكتابة، وقد جاء هذا العطر تكريماً لها على ما قدمتهُ من أعمال فنية أدبية كبيرة.

العطر كلاسيك رسمي، غامض ومتفرد، بقدر مافيه من البساطة والأناقة، بقدر مافيه منالغرابة والتعقيد يجعلك تقف أمامهُ عاجزاً في موقف ضبابي مُبهم، فما تشمهُ غير ماهومُعلن عنه، لِذا فهو يحتاج وقتاً للتفكير والتأني والتريث، وشخص حاذق ومُتمرس قبلإطلاق أي حكم عليه، فقد أخذ من وقتي مأخذاً وجهد كبير في محاولة سبر أغواره، حتىلاحت أخيراً بوادر الصلح تتضح بيننا بعد شدٍ وجذب، بالرغم من إن مكوناته بسيطة وقدتجدها في عطور كثيرة من ازهار وتبغ وقهوة وراتنجيات بلسمية.

توليفة عطرية مُتداخلة في مابينها بجميع مكوناتها إبتداءً من النيرولي وزهرة رقيب الشمس والتبغ والقهوة وإنتهاءً براتنج المُر وبلسم بيرو على طول مسار العطر، مما خلقأجواء تنافسية عالية المستوى بين هذهِ المكونات التي كان الجميع فيها يريد أن يتقمصدور البطولة وهو مالم يحدث، فالجميع كانت لهُ أدوار مُحددة، متساوية ومتوازنة، وهو ما جعل المزيج يبدو مُتماسك ومندمج مع بعض ليُقدم لنا نغمة لرائحة جلدية مخملية بعيدة عن صبغة المكونات وصياغتها التي ساهمت في بناء هذا الهرم العطري.

ومن خلال كل ذلك كنتُ أنظر من خلال نافذتي الخاصة عن بُعد على كل هذهِ المشاهِد الغريبة والغامضة التي حصلت، فقد أستمتعت كثيراً بهذهِ المعارك العطرية الجميلة بين المكونات، وأكادُ أن أكون هو الفائز الوحيد الذي خرج من هذا الصراع الكبير الذي أخذنيتارةً يميناً مع زهرة رقيب الشمس والنيرولي، وأخرى شمالاً مع التبغ والقهوة، متأرجحاً بين تقلبات رائحة هذا العطر السهل البسيط، والمعقد الغامض في آنٍ  واحد.

عطر George من باقة عطور Jardins d’Ecrivains

ليس آمن للشراء بناءً على كل هذهِ المعطيات، فيجب تجربته والغوص في أعماقه عوضاً عن الوقوف على شواطئه، وقد يكفيك منه 10 مل فقط لكي تتعرف على السيد جورج. ثباتهُ جيد وفوحانه متوسط.

شاهد أيضاً

زيارة لدار عطور مولينارد

نتحدث اليوم عن دار عطور مولينارد Molinard ومقرها في مدينة غراس الفرنسية، هذه الدار العريقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *