أفضل عطر رجالي من فئة عطور النيش

أفضل عطر رجالي من فئة عطور النيش

Best niche perfume for men

اليوم أقدم لكم مجموعة من أفضل العطور الرجالية من فئة عطور النيش ضمن قائمتي، تناسب ذوق الرجل العاشق للعطور المميزة الفخمة.

لن أطيل عليكم ، فقط أسمحوا لي أولا أن أتقدم لكم بخالص التهاني بمناسبة عيد الفطر أعاده الله علينا و عليكم بالخير و البركات.

و الأن مع قائمتي لأفضل عطور رجالية نيشية Best Niche Perfumes For Men

عطر غودولفين من بارفام دو مارلي Godolphin Parfums de Marly

لابد أن يؤثر هذا المظهر الذهبي عليك سلباً كان أو إيجاباً. افتتاناً بلمعان الذهب او إعراضاً لرِخص الفكرة وتداول التعبير بأن كل غالٍ (ذهب) إن واتتك الجرأة للتجربة و مددت يدك للعطر فلا شك في أن صدمتك الثانية سوف تكون من وزن زجاجة العطر و التي يقارب وزنها نصف الكيلوجرام و هو وزن غير شائع في عالم العطور إلا أنه أحد لمسات دار (دي مارلي ) المميزة في كافة عطورها.

هذا المظهر و هذا الثقل إضافةً إلي مجسمات الأحصنة و الخطوط الملكية المتقنة كل ذلك يتجمع ليوحي بأنك تحمل بين يديك كنزاً. سبيكة ذهب أثرية من القون الوسطي – و ليس كتلك المبتذلة التي صنعتها باكو رابان في نسخة وان مليون) سوف تجرب العطر. الأن تأكدت من ذلك .

ستفتح الغطاء المنقوش بدقة و تتعطر. من دعاني إلي هذا المهرجان و كيف اقتحم علي خلوتي هكذا. صخب عطري غير اعتيادي و أصوات تتعالي و تتداخل ما بين الأناشيد القديمة و موسيقي الروك الصاخبة .الألوان تومض في ضوء الشمس و الضحكات تترامي إلي أذنك مبهجة دون أن تحدد مصدرها.

لم أتخيل يوماً تقبلي للنوتات الجلدية و لم تتسع تجربتي للجلود سوي في عطر Tuscan Leather Tom Fordو عطر Puredistance M. لكن هيهات هيهات الفرق واضح و جلي بلا جدال. ثلاثتهم جميل لكن عطرنا هذا جميل و بديع و مغري. توم فورد كعادته يجنح للصراحة و المباشرة العنيفة فإن سمي العطر باسم نوتة عطرية فإنه لا يريد أن يختلط علي أنفك أي نوتة سواها و هذا مصدر قوة لا شك لكنه ليس مصدر جمال في كل حال .و بيور ديستانس دار راقية لكن ثمة انطباع بخوري قد يكون ناتجاً عن استخدام الحمضيات مع الجلود يمنع الاتصال بينك و بين النوتة الجلدية فتشوش الرؤية لكنه جميل بلا شك. – بارك الله فيمن كانا سبباً في إتاحة التجربة لكلا العطرين السابقين- نعود لعطرنا.

نوتة الجلود و الفاكهة – و أخص الزبيب منها – و الياسمين و قليل من العنبر و المسك و حلاوة الفانيلا المبهجة ذاك ما استوضحته أنفي بتفاوت النسب و كنت اتمني أن أخبر الزعفران و السرو حتي اتبين مواضعهما لكنه لم يكن.

قطعاً سيدرك من بالمكان حضوره القوي وسيتلفتون بحثاً عن مصدره و يفاجؤك ثباته الطاغى الذي يتخطي اليوم و يتحول عليك بين الساعة و الأخرى بلفحات صديقة تتشابه في الأصول و تختلف بها النهايات.

في يومي التالي تعطرت بعطر شرقي فواح للغاية – سيكون له يومٌ أخر – لكني فوجئت بأثار عطرنا هذا تنبش طريقها إلي أنفي موحيةً إلي بحزنها علي خيانتي و استبدالي هذه التحفة الذهبية بغيرها .

عطر بيور ديستانس إم Puredistance M

برد الشتاء قارس
و سكون الليل له مهابة الموت
التربص و الملل .. ضيفان ثقيلان لا يبرحان مكانهما في ليالي الشتاء
و أنا أحترم ضيوفي فلا أحب ازعاجهما بأغنية هنا أو حوار هناك
جمال اللحظة في أن تحتفظ بطبيعتها.. لا أن تغير طبيعة الأشياء
الأوراق متناثرة علي المكتب و شاشة الحاسوب تشكل مصدراً إضافياً للضوء و إن كانت تنطفؤ كل خمس دقائق فتفاجؤني في كل مرة فأضغط أحد الأزرار في آلية مقيتة ليبقي الوضع علي ما هو عليه و دون أن يلجأ أحدٌ للقضاء.
كلما حرك الهواء زجاج نافذةٍ أو فتح الجيران باباً تقفز من حقيبة ذكرياتي أوراق الخوف من اللصوص و حكاوي الجن و العفاريت
أسند رأسي علي المكتب علني أغفو دقيقتين استعيد بعدهما نشاطي لأرفعها و قد ساد الظلام ..و البرد
ها هي إذن أسطورة الشتاء تتسيد الموقف
لا أدري كم من الوقت مر قبل أن أنتبه لصوت التينور الثلاثة لوتشيانو بافاروتي و بلاسيندو دومينغو وخوسي كاريراس و هم يتقاطعون بأصواتهم في رائعة فيردي (لادوننا إي موبيل) فكأنما هم الفرسان الثلاثة يؤدون استعراضاً راقصاً بسيوفهم الدقيقة فيفتح المشاهدون أفواههم في كل حركة أو انقضاضة.
أردد الكلمات في فخر و أبهة و كأنني واحدٌ منهم دون أن أفهم معناً لكلمة واحدة
البرودة تزداد. أشعر بالهواء يخترق رئتي كأنها طلقات رصاص. نحن علي ارتفاع ٢٠٠متر من سطح البحر لكن معطفي الجلدي ذو بطانة المنك يحول دون تجمدي.
(هانت)
أهتف في سري و أنا أخرج بطاقة الدعوي علي بوابة قصر “نويشفانشتاين” الأثري المهيب و صوت التينور الثلاثة يعلو من قاعة المغنيين كلما اقتربت
ما إن عبرت البوابة الأسطورية حتي أبهرتني التشكيلات النباتية لحديقة القصر التاريخي العتيق . و كأنها كتائب حربية قد تراصت شاهرة أريجها في وجهي محاولة ً السيطرة علي المشهد و منعي من تخطيها كما فعل الزائرون قبلي.
أشجار الليمون و البرغموت يطلون في هيبة ملكية تليق بالحديقة و بالقصر علي الورود و الياسمين و الفانيلا . جاهدت نفسي حتي أتخلي عن سطوة الحديقة و ما فرضته علي من وقوف . أخشي أن أفوت ختام بافاروتي لهذه المقطوعة فيفوتني نصف المتعة.
قفزت علي السلالم بما لا يليق بهيبة المكان أملاً في اللحاق و طلباً لبعض الدفء و النشاط.
الحضور في معاطفهم الجلدية البراقة و صمتهم المقدس كأنهم تماثيل من الشمع إلا أن دخان سيجارٍ هنا و التفاتة هناك تعيد الحياة إلي المشهد فيطمئن قلبي أنني لست أحلم.
أحلم ..نعم قد يكون هذا حلماً لكنني أملك مهارة استكماله قبل أن أفيق.
بعض القرفة المحلاة بالعسل و حبتين قرنفل قد تمنحني دفئاً أكثر . لماذا نسيت سيجاري الكوبي الوحيد . لقد ادخرته لهذه الليلة من سنين حتي أبدو في مثل عنجهيتهم. لا بأس.تكفي القرفة في هذا القدح الملكي. لا مجال للقفازات إذن . أحب أن أحتضن القرفة بيدي ..يا الله ..كم هي قاسية برودة الشتاء.
انهي التينور الثلاثة الأمسية ب (نيسان دوريما) و قد أرهقني التصفيق حتي غصت في مقعدي مطلقاً لروحي العنان علها تحاول الإمساك بالوقت فلا يفوت و لا يمضي.
امتدت يدٌ صغيرةٌ باردةٌ تربت علي يدي وجدت “حبيبة” تقف باسمةً و هي تسألني هذا هو العطر الذي طلبته يا أبي؟
و بين يديها تحفة العطور من بيور ديستانس (إم).

عطر توم فورد الرجالي إكستريم Tom Ford Extreme

صباح ٌ مشرق ٌ بشمس ٍ صافية ٍ في يوم ٍ ربيعيّ طيب الهواء .. فطير و جبن و عسل ٌ مصفي أشهى من أي عسل ذقته من قبل . كوب ٌ من شاي الراكية …و تمدد على الحصيرة و احتضن بقلبك و رئتيك الأرض الطينية الرطبة من حولك بين أشجار الليمون.

رائحة الطين .. ما سر حبي لرائحة الطين.. هل لأنه أصل النشأة الأولى ..أم لأن إليه المآل .. أم أنه عشق ٌ فطرىٌ لكل من نشأ على ضفاف النيل .. لا يدهشنى ولع ُ أشقائنا في الخليج العربي للعود و البخور ..و لا أهل اليمن وعمان و استئناسهم للبان و لا أحبائي المغاربة و عشقهم للتوابل الرائعة .. لا شك أن الألفة بين مدركات الواقع الحسية و ذاكرة الشم تخلق هذا الوجد الخاص.

عطر (Tom Ford Extreme ) عطر ٌ غريب بكل المقاييس و محير إلى أخر المدى و لا أدى سبباً لنعته بأنه extreme فالعطر ليس قاتما ً أو مركزا ً أو شديد الفوحان أو الثبات … لماذا التسمية إذا ً ؟ لا أدرى لها سبباً و كنت أتمنى أن يسمي earth.

العطر أرضى و ليس ترابى .. دخول الدرنيات يعطيك إحساساً بأنك تتشمم ثمرة بطاطس خرجت للتو من باطن الأرض دون أن يمسها الماء _ هذا إن لم تحظ بتجربة الإفطار السالفة في كرم ضيافة judge radwan – و الباتشولى لا شك أنه يضيف للعمق الأرضى بعداً أخر و إحساساً بالخضرة دون إزعاج . دفء العطر أظنه من أخشاب السيدار و سكرية العطر الخفيفة المقبولة – فأنا أكره كل ما هو سويتي – ترجع للتين و أظن الليمون المستخدم هو الليمون الحلو و ليس الحامض.

هذه التجربة تمر عليك كحلم ليلة صيف …لا يدوم طويلاً ..و أظنك لن تستغني عن مدنيتك و ترتمي في أحضان الطبيعة كثيراً . العطر متوسط الثبات جيد الفوحان لا شك أنه يقع على رأس قائمة الاستمتاع الشخصي . و لا أنصح به إطلاقا ً إلا بعد التجربة .

عطر ميكاليف أمير الإصدار الخاص G.Nejman Emir Special Edition

بلغني أيها الملك السعيد
ذو الرأي السديد
أنه كان فيما كان رجل رقيق الحال أتعبته الدنيا بهمومها و شاغلته بأثقالها حتى إذا ما خارت قواه و ارتعشت أقدامه و يداه جلس مستنداً إلى حائط حانوت قديم تستره ظلمة الليل البهيم.

تحسست يداه الأرض من حوله بحثاً عن كسرة تقيته أو شربة ٍ ترويه فما كان إلا أن وجد كتابا ً ثقيلا ً فجره إليه و نفض عنه الغبار فإذا بالكتاب قد ثار و أخذت أوراقه تتقلب في سرعة و جنون و توهجت كلماته ذهباً و الرجل المسكين مرتعبٌ و مفتون حتى استقر الكتاب و خرج من بين صحائفه زجاجة عطر مرصعة كما لم يرَ من قبل أزاحها صاحبنا بعيداً عنه في ريبة و وجل فقاومته حتى غلبته و أطاحت بغطائها الذهبي و انقضت عليه تنشر ماءها حوله في كل مكان .. تبدد الظلام و اشرقت شمس لم تزر بلدته منذ سنين و ما إن استوعبت عيناه طبيعة الضوء و تعودته حتى أدرك أنه في مكان غير المكان .

قصر مهيب يشرف على جنة من أشجار البرتقال و الجريب فروت و زهور الجيرانيوم و نبات الباتشولى و الساج يملؤ الأرض حتى إنك لن تستطيع أن تخطو دون أن تطأه قدمك. و من شرفة القصر تتصاعد سحابات العود لطيفة ناعمة كأنما هي راقصات في غلالات من حرير يطفن في أرجاء المكان و ينثرن المسك من شراشفهن في دلال و حياء.

في جنة كتلك تكفيك لحظة لكن أثر العطر يطول و يطول حتى يرهق العقول .. وأدرك شهريار الصباح فاهنؤا صباحاً مع عطرنا الصداح.

عطر توم فورد نوار دو نوار Noir de Noir Tom Ford

وقف الحاجب العجوز منادياً بصوت جهوري لا يتناسب و كم التجاعيد التي تملؤ وجهه..
محكمة
دخل القاضي متباطئاً قاعة المحكمة متفرساً وجوه الحاضرين دون أن ينظر إلي قفص الاتهام و كأنه غير موجود بالقاعة . جلس علي كرسيه و أشار للحضور بالجلوس في حركة مسرحية مبالغٌ فيها لكنها طالما أرضت نرجسيته.
همس للحاجب :نادي علي الرول
فرد الحاجب هامساً:هي قضية واحدة
فعقد القاضي حاجبيه : نادِ عليها
القضية رقم واحد باسم (نوار دي نوار)
همس القاضي في سره و كأنه يخاطب نفسه : غبي .. الراء لا تنطق هنا . واضح أن الاسم فرنسي .
سمع الحاجب تمتمة القاضي و فغر فاهُ في دهشة و كأنه ينظر إلي مجنون .
وقف المتهم وحيداً في القفص ضخم الجثة حليق الرأس أملسه شديد سواد البشرة يحمل علي غير المعتاد لافتةً ذهبيةً علي صدره مدوناً فيها اسمه .
و قال بصوت رزينٍ عالٍ :حاضر يا افندم
فالتفت القاضي لممثل الادعاء بإشارته المسرحية المعهودة :ممثل الادعاء يتفضل.
وقف الشاب الطموح و الفرحة تقفز من عينيه فها قد أصبح الكلام له و ها هي ذي جلسته الأول : يا بركة دعا الوالدين
سيدي القاضي ..السادة الحضور ..يقبع أمامكم في قفص الاتهام مجرماً أثار من الضجة و الحيرة ما لم يثره مجرمٌ من قبل. عطرٌ أقلق مضجع الكثيرين و أرّق العشاق و حارت فيه العقول و الألسنة ..
-ما هذا ؟ ماذا يقول سعادة وكيل النائب العام ؟ أينا يهذي؟ المتهم ..عطر؟ ليرحمني الله بواسع رحمته. هي قضية واحدة و ننتهي . لنري ما قصة العطر علي أي حال.
-نعم حارت العقول و الالسنة . و فاقت شهرته حدود الخيال حتي و إنني لأري هذه الشهرة جريمة ٌ تستوجب المساءلة و تستحق العقاب. فلا هو أهل للشهرة و لا عبيره يليق بهذه الضجة المثارة حوله.
– أاهاا.. تزوير في محررات عطرية . يجوز . ما المشكلة.
-إنني يا سيادة القاضي أطالب بتوقيع اقصي عقوبة واردة بالقانون علي المتهم بتهمة النصب و الإحتيال حتي يكون عبرةً لغيره من العطور و حتي تزول عن شفتيه تلك الابتسامة المتعجرفة و ذاك الوجه المغرور. و شكراً.
ضجيج مكتوم بين الحضور بينما تتعلق انظارهم بالمتهم . موعدٌ رائع للمطرقة .
تاك تاك تاك …. (الصوت يا حضرات ) قالها الحاجب رغم ظن القاضي أنه سينسي .
– سيد (نوا دي نوا) من حضر عنك للدفاع
-لا أحد سيدي القاضي . أحب أن أباشر دفاعي بنفسي . و أطلب من عدالتكم سؤال بعض الشهود .
-اثبت ذلك في محضر الجلسة … تفضل يا أستاذ .
-سيدي الرئيس ..سيدي وكيل النائب العام .. السادة الحضور .. رغم غرائبية التهمة المنسوبة إلي و رغم ثقتي الكاملة في براءتي ليقيني في أنني لم أقترف إثماً و لا طلبت لنفسي شهرةً و لا جاهاً و لا قصدت يوماً خلافاً بين المحبين للعطور و لا قلقاً للشركات المنتجة.
سيدي القاضي ..ولدت عام ٢٠٠٧ و هو في عمر العطور ليس بقديم .. لذا فشبابي و حداثتي سر عنفواني و قوتي ليس غروراً مني و لا استعراضاً . أخذت قلب الورود الحمراء التي تنضح حباً و حناناً و خلاصة العود العتيق التي أعلنت أسعد اصالتي و قِدمي فكان لي ما كان من الثبات و الفوحان دون أي اختلال أو حيرة بين الشرقي و الغربي. زهرة الزعفران و الفانيلا أكسباني تسكيراً و لذة ً فكأن من يشمني يريد أن يأكلني . و لشيئ في نفس صانعي أراد أن يوطد علاقتي بالأرض . و كأن شيئاً في النفس يهفو إليها و يستريح في ثناياها فدعمني بطحلب السنديان بقدر عير منفر بالمرة و زاد عليه بالدرنيات فكأنه أخذ من (توم فورد اكستريم )الأرضية الصرفة و زاد عليها بهجة الورود و رونق العود. فما هو جرمي و ما هي خطيئتي يا سيادة القاضي .
– مممممم و من هم شهودك يا سيد (نوار)
– العود و الورد يا سيدي القاضي . فهما خير من يتكلم عني.
-سيد (عود) تقدم للشهادة و ارفع يمناك اقسم اليمين.
– اقسم أن أقول الحق و لا شيء غير الحق . نعم سيدي القاضي ما بخلت علي المتهم بأفخر أنواعي و لا ضننت عليه برحيقي الدائم و فخامتي الملكية.
-سيد (ورد) تفضل.
– سيدة من فضلك.
التفتت القامات إلي صاحبة الصوت العذب .. و لم تعد من التفاتتها.. إنها الفتنة المجردة.
– و نعم يا سيدي “الكادي” أنا الوردة البلغارية و قدمت كل من أعرف و أحب من قريناتي لهذا العطر البديع فداءً لسمرته و عشقاً في رجولته .
انتبه القاضي علي هذا الغزل الصريح ..بعد أن فاته الانتباه لحظة القسم .
– شكراً شكراً يا سيدتي ..تفضلي بالجلوس.
الصمت .. و لا شيء أكثر.
– أظن أنه من الموضوعية أن أجرب العطر بنفسي . فأنا الخبير الأول و الأخير في هذه الدعوي ..
ساد الهرج الصريح و الصوت العالي قاعة المحكمة و انتفض الشاب ممثل الادعاء مستحلفاً القاضي بعدم التجربة فالعواقب غير مضمونة.
الأمر تحول إلي مغامرة و القاضي يعشق المغامرات لذاتها ليس أكثر .
– ثلاث رشات كاملات علي منديلي و آتني به .
ذهب الحارس بالمنديل إلي القفص و كتم أنفاسه سريعاً خوفاً من العطر و ما يشاع عن سحره و كأنه سحرٌ أسود .
تلقف القاضي المنديل
فرده أمامه مدّ ذراعه و أرجحه يمنةً و يساراً و كأنه (داستين هوفمان ) و هو يؤدي دور ( بالديني ) في فيلم (العطر)
استنشق الهواء.. قاوم كثيراً قبل أن يطلق أنفاسه.. استنشق ثانيةً .. وضع المنديل في راحة يده.. دس أنفه في المنديل.. أسقط في يد ممثل الادعاء . ها هو الحكم قد صدر بلا منطوق. نسي القاضي القاعة و المحاكمة و كبرياءه و كل شيء.
اطرق العطر في قفص الاتهام فرحاً خجلاً من مشهد الافتتان الدرامي .
تاك تاك تاك …و بدون روية
– حكمت المحكمة حضورياً ببراءة المتهم و برد اعتباره و حقه في التعويض عما لحقه من أضرار أدبية و عطرية .
تأكد أن المنديل في يده و قام منتشياً منتصراً للحق الذي تيقن منه فخوراً بحكمه.
و نادي الحاجب العجوز..
– رفعت الجلسة

مع تحياتي / بدران