عطور شانيل تروي قصة نجاح
ولدت جابرييل بونور شانيل في 19 أغسطس 1883 و كانت الأبنة الأولى لبائع متجول و خادمة، وبعد وفاة الأم عن عمر 32 عاما بعد أن أعيتها الحياة الشاقة تخلى الأب عن أبناؤه الخمسة ورحل، فأرسل الصبيان للعمل بالحقول بينما أودعت البنات الثلاث بدار أيتام (أوبازين) الملحق بدير. كان عمر شانيل آنذاك 12 عاما فقضت في هذه الدار حوالي سبع سنين تعلمت خلالها الحياكة، وبعد أن أصبحت شابة وتركت الدار كانت تعمل كخياطة نهاراً بينما كانت تغني في كباريه ليلاً وهناك إكتسبت إسم شهرتها (كوكو) لأنها كانت تؤدي اغنية (هل رأى أحداً كوكو؟)
وبعد ذلك تعرفت على أحد الأثرياء الذي عن طريقه قابلت فتى أحلامها و حب عمرها (بوي كابل)، الثري الإنجليزي المثقف الذي وقف بجانبها و ساعدها لتفتح أول متجر لها في دوفيل. كانت تبيع فيه القبعات والملابس وتميزت بذوق راقي فأحيت إستخدام قماشة الجيرسيه التي كان مقصور إستخدامها على زي البحارة و الملابس الداخلية الرجالية شتاءاً. قامت شانيل بتنفيذ ثوب لنفسها من الجيرسيه كان مثار إعجاب من حولها، وعندما يسألها أحد عنه كانت تعرض أن تصنع له مثله وكانت تقول إن نواة ثروتي كانت من الجيرسيه.كانت أول من صنع أثوابا باللون الأسود بعد أن كان مقصورا على زي الخدم و ملابس الحداد.زادت شريحة زبائنها لتشمل الطبقات الراقية و لكن توفي بوي كابل في حادث سيارة عام 1919، وهنا شوهدت شانيل للمرة الأولى و الاخيرة وهي تبكي و قالت:” إما ان ألحق به او أن أكمل ما بدأناه سوياً “.إختارت شانيل أن تكمل مسيرتها و إفتتحت أول بوتيك بباريس في 31 شارع كومبون عام 1921 وأصبحت الفتاة الفقيرة هي نجمة باريس. أصبح الجميع ينادون كوكو بلقب الآنسة (Mademoiselle)كانت تقيم في شقتها في 21 شارع فوبورج سان أونوريه بقرب ورشتها و تنام في فندق الريتز وتقضي نهاية الأسبوع في منزل إشترته عام 1920 أسمته Bel Respiro و لونته بلونيها المفضلين الأسود و البيج.
وبعد وفاة بوي كابل كانت شانيل تحاول نسيان أحزانها مع صديقتها الروسية ميسيا عازفة بيانو، التي تعرفت من خلالها على الفنانين الروس وصممت أزياء لعروض الأوبرا. قابلت الدوق ديميتري الهارب من الثورة البلشفية الذي كان له الفضل في أن تتعرف على( أيرنست بو) صانع عطور القياصرة الذي إبتكر لها العطرالأسطوري رقم خمسة عام 1921. بعد المجاح الساحق للعطر أصبح بو مصمم العطور الخاص بدار شانيل و قدم بعد ذلك رقم 22 عام 1922، ثم عطر Cuir De Russie عام 1924 الذي كان مصمما للمراة المدخنة كدعوة للتحرر حيث أن رؤية امرأة تدخن علانية آنذاك كان يعتبر فضيحة بمعنى الكلمة. ثم عطر Gardenia عام 1925 و أخيراً عطر Bois Des Iles عام 1926 و بعد تحقيق شانيل لنجاحها التي كانت تحلم به إشترت فيللا بالريفيرا الفرنسية عام 1928 إسمها La Pausa للإستجمام.
وفي عام 1932 إختار تجار الماس شانيل التي كانت مشهورة بإرتداء حلي مبتكرة وأنيقة لتصمم لهم تشكيلة من مجوهرات الماس و فضلوها على كبار صائغي الجواهر بميدان فوندوم (Place Vendome) و بالفعل قدمت شانيل تصميمات مبتكرة غيرت أسلوب صياغة المجوهرات حال صدورها وعرضها ولكنها لم تستمر في تصمم مجوهرات بعد ذلك. لكن بقيت تصميمتها رمزاً للتجديد وبعد ستون عاما تقريبا إشترت مؤسسة شانيل متجرا في 18 ميدان فوندوم لبيع المجوهرات الراقية المستوحاه من تصميمات عام 1932 الشهيرة. توفيت شانيل عام 1971 وكان آخر عطر قدمته هو رقم 19 المسمي على يوم ميلادها 19 أغسطس الذي يعتبر بمثابة وداع قبل وفاتها بعام. و إنتهت حياة غابرييل شانيل المليئة بالتصميم و النجاح فاليوم الوحيد التي لم تعمل فيه هو يوم وفاتها.
والله ماشاء الله انت موسوعة في عالم العطور
استغرب عدم تعليق أي شخص على هذة القصة الرائعة
شكرا للمعلومات القيمة
انت رائعة مثلها يا دكتورة شيماء
تحياتي ❤️