عطور برائحة الجلود Leather

عطور برائحة الجلود Leather

مثل رائحة فرش السيارة الجديدة المصنوع من الجلد، رائحة الجاكيت الجلد الطبيعي، رائحة محفظة النقود الجلد، إلى آخره.

منذُ ستينيات القرن الماضي كانت رائحة الجلود تُستخدم على نطاقٍ ضيق في صناعة العطور لتعزيز وتدعيم النوتات الاخرى، وخير مثال على ذلك هو الكلاسيك الشهير Aramis، وفي الثمانينات تم الدفع بها جزئياً وإدخالها بشكل واضح وملموس، وقد نجحت في ذلك نجاحاً باهر، منها الغني عن التعريف Bel Ami، والأسطورة Derby، ثم جاء لاحقاً Fahrenheit، وعطور أخرى كثيرة قد برزت في تلك الحقبة، ولكن منذُ بداية الألفية الثانية يبدو إن هذا الحال لم يرق كثيراً للجلود بأن تبقى حبيسة الأدوار الثانوية التي تُعطى لها، فآثرت أن تنطلق وتنعتق لتفرد جناحيها وتحلق عالياً وتعلن عن نفسها بقوة كنوتة آحادية لها من الجاذبية التي تستطيع أن تُنافس بها النوتات الأخرى على موطىء قدم بينها بكل ثقة وجرأة، خصوصاً بعد أن أطلق توم فورد عطره الأسطوري توسكان ليذر والذي فتح الباب على مصراعيه لباقي دور العطور لتطلق عطورها الجلدية وبكل جرأة، فرائحة الجاكيتات والمعاطف الجلدية المُترفة، ومقاعد السيارات الفارهة لايمكن غض الطرف عن جمالها وفخامة رائحتها، ودفء عبيرها خصوصاً في الأوقات الشتوية الباردة التي تبرز فيها مخابئ فتنتها وسحرها اكثر من أي وقتٍ أخر، ومن هنا بدأت دور العطور بإنتاج عطورها الحصرية للجلود وإفساح المجال لها بعد أن بدأت تُثبت نفسها بقوة في سوق العطور الكبير.

قد يبدو غريباً للكثير فكرة إستخلاص وتكوين هذه الرائحة وتقديمها في العطور، فهل يوجد لها زيوت مستخلصة حالها حال أغلب النوتات الأخرى سواءً عن طريق النقع أو التقطير أو العصر؟ أم إن هناك طرق أخرى خاصة في كيفية إستخلاص زيوتها؟
والحقيقة هي إنهُ ليس هناك أي من هذهِ الطُرق الثلاث المذكورة التي تستطيع من تكوين زيت عطري للجلود، وإنما الأمر يكمن في عدة طرق:
الاولى هي من خلال إستخدام قار أو قطران خشب البتولا Birch Tar ذو اللمسة الجلدية الدُخانية والتي تم توظيفها في عطور كثيرة أشهرها عطر أفنتوس والتي يُعزى لها تلك النكهة السموكية فيه، وليس كما يشاع بإنها لرائحة الأناناس المُدخن، رائحة قطران البتولا تشبه بصورة كبيرة لرائحة دخان الخشب المحترق، أو رائحة الخشب نفسه بعد إحتراقة.
وأما الطريقة الثانية وهي الأشهر فهي تكوين هذه الرائحة كيميائياً عن طريق المختبرات بإستخدام وسائل حديثة متطورة، وكحول على درجة عالية من النقاء.
والطريقة الثالثة هي عن طريق تكوين أكورد خاص يعطي رائحة جلدية، والأكورد في المصطلح العام للعطور هو جمع عدة مكونات أو نوتات عطرية ومزجها مع بعضها من أجل تكوين رائحة ما.
رائحة الجلود كغيرها من النوتات العطرية الأخرى لها عدة أوجه مختلفة، فمنها رائحة الجلود قبل الدباغة وتكون نوعا ما كاتمة وقوية، وقد تكون مُنفرة للبعض، ومنها بعد الدباغة برائحة مقبولة وأقل حدة، وهناك من تحمل رائحة الورنيش ورائحتها أقرب الى الرائحة البترولية، وأخرى من تحمل رائحة جلود الظباء الشامواه وهي الأخف والأنعم بين جميع الروائح سالفة الذكر.

عطور الجلود كثيرة، ولكني وسأوجز بعضها.
– عطر M من بيور ديستانس، من عطور الجلود المخملية الفارهة الذي كان من تصميم روجا دوف، ثم أعاد إصداره في البراند الخاص به تحت مسمى Fetech pour homme.

  • عطر كلايف كريستيان C. من عطور الجلود الفاخرة، وبجودة أقل يأتي بعده توسكان ليذر من توم فورد، وبعد ذلك أومبري ليذر لنفس المصمم.
  • عطر ديور وشانيل وإيف سان لوران لم يدعوا الموضوع يمر مرور الكرام، فأصدرت شانيل عطرها الجلود الروسية، وديور عطر كيور كانيج، وهما من عطور جلود الشامواه الممزوجه بالأزهار، و YSL أصدرت عطرها الرائع نوبل ليذر.

  • أندي تاور، أصدر عطرين للجلود الاول يحمل رقم 3 لونستر ميمواريز ، والأخر لانسوم رايدر وهما يُمثلان بشكل كبير رائحة الجلود الثقيلة المُكثفة.

  • عطر ليذر من أكوا دي بارما، عطر جلدي توسكاني فاخر بنكهة فاكهية، قريب جداً من صياغة توسكان ليذر.

  • هناك عطر جلدي قديم جداً برائحة الورنيش يدعى Ten من كينيز.

  • جيرلان هو الأخر لديه عطر جلدي زهري باودري هو Cuir Beluga، جورجيو أرماني هو الأخر أطلق تقريباً ثلاثة عطور جلدية مُختلفة ضمن خط عطور خلطاته الخاصة وهم Cuir Majeste، و Cuir Noir، Cuir Amethyst.

وأما إن لم تجد ضالتك في كل هذهِ العطور سالفة الذكر، فهنالك براند عطور متخصص في الإصدارات الجلدية والتي حتماً ستجد مُبتغاك في أحد عطورها المُترفة والمنوعة من الجلود الإيطالية، والروسية، والافريقية، والايرلندية، والفرنسية، وهذا البراند هو ميمو الفرنسي للعطور Memo.
وأترك لكم المجال لذكر مافاتني من عطور تستحق التواجد ولم يتم ذكرها.

شاهد أيضاً

عطور برائحة التوابل Spices

عطور برائحة التوابل Spices لابأس في أن تدخل التوابل في صناعة العطور بنكهاتها التي نعلمها …

3 تعليقات

  1. على عبد الرحمن

    كفيت ووفيت اخونا المحترم ، هناك عطر قديم من آجنر هو ستيتمنت إصدار عام ١٩٩٤ مزج الجلود مع الفاكهة بصورة رائعة عطر ملهم لخط الجلود والفواكه ، تحياتى

  2. مقال أكثر من رائع وأسلوب سهل ومتميز استاذنا الكبير الساعدى
    زادك الله من علمه وفضله
    توسكان ليذر من العطور الخالدة والتي الهمت الكثير من صناع العطور
    أحد العطور التي اعتمده على نفس خط توسكان ليذر وبسعر أقل عطر
    Royal Leather Charriol for men
    مع طبعا الاخذ في الاعتبار فارق الجودة و السعر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *