عطر توم فورد عود فلير Oud Fleur Tom Ford

عطر توم فورد عود فلير Oud Fleur Tom Ford

أجواء العطر:

خرج من منزله و سلك طريقاً ضيقاً بين جدران مدينته العتيقة يقصد السوق .. كان يشعر بذلك الغيظ المعتاد الذي يراوده بسبب ملله السريع من العطور .. هناك رائحةٌ واحدةٌ لا تملها أنفه و هي رائحة تلك الأزقة الضيقة التي اعتاد قاطنوها أن يزينوها بالورود رغم تواضعها .. مضى في طريقه حتى اقترب من محل العطور .. دخل بعد تردد قصير .. رمقه الرجل الكهل صاحب المحل بنظرة تبعتها ابتسامة خفيفة .. سأله: ماذا الآن؟ .. قال الشاب:  أتيتك بمشكلة الملل العطري التي تعرفها و لا أرى حلاً لها يلوح في الأفق .. قال له البائع: هل تريد أن تجرب عطوراً أخرى؟ .. قال الشاب: لا .. فسأصاب بالملل لا محالة .. و لكنني سأسألك سؤالاً غريباً بعض الشيء .. قال البائع: و ما هو؟ .. قال الشاب: هل تستطيع أن تضع رائحة محل العطور الفاتنة هذه داخل زجاجة؟ .. أجابه البائع: أنت تمزح؟ .. فآلاف الروائح عبق بها هذا المحل منذ نشأته و قد يحتاج المرء عقوداً و هو يحاول و على الأرجح لن ينجح .. قال الشاب: أعلم ذلك .. و لكنني سألتك لرغبتي في الحصول على رائحة مزيجٍ يجمع الشرق و الغرب بحضارات مختلفة .. فأزقة مدينتنا لها رائحة فاتنة بسبب اختلاف الورود و الأزهار التي تزينها ناهيك .. قال البائع: بالفعل .. رائحة المدينة لها وقعٌ في نفس كل من يقطنها أو يرتادها .. تماماً كما يفعل هذا العطر .. و دفع بزجاجة العطر قائلاً: إليك أيها الشاب! .. أخذ الشاب الزجاجة و رشها على رسغه .. كان البائع يعرف أن الشاب ضليع في العطور من طريقته في تجربتها .. فقد كان الشاب يقرّب رسغه إلى أنفه و قت الشهيق و يبعده وقت الزفير كلّ مرة محاولاً معرفة مكونات العطر .. غير أنه لاحظ أن الشاب لازال مستمراً في أخذ ذلك الشهيق الطويل حتى امتلأت رئتاه قبل أن يزفره و قد ارتسمت ابتسامةُ رضىً على وجهه أوحت للبائع بأن الشاب وصل إلى النشوة العطرية و إلى مبتغاه .. قال البائع مختبراً مهارة الشاب التي يعرفها جيداً: هل عرفت مكوناته؟ .. قال الشاب و ابتسامة الرضى لم تفارقه: أجل .. لقد تم احتواء رائحة أزقة مدينتي داخل هذه الزجاجة! .. دفع ثمن العطر و انطلق بين تلك الأزقة نحو منزله يرافقه ذلك الأريج ..

وصف عطر توم فورد عود فلير Oud Fleur Tom Ford :

لا زال للإبداع بقية من دار توم فورد التي أخرجت لنا مزيجاً جديداً يمكن تلخيصه في كلمتين طُبعتا على جدار زجاجته الفاخرة .. الورد و العود .. منتهى الرقة و منتهى الخشونة داخل زجاجة حَوَتْ رحيقاً له و لها يفيض عذوبةً و جمال .. عطرٌ يعزفُ سمفونية عطرية متناغمة .. الشتاء وقته .. و الأجواءُ الباردة هي ملعبه .. داخل جدرانه يتحقق الإنسجام التام بين العود و الورد .. لدرجة أن الأنوف لا تكاد تميز رائحة العود بسهولة فيه .. فثوران إفتتاحية الورد الثلاثية و المدعمة بالتوابل عصفت بالروائح الأخرى مما حدا بالعود القابع في قلب العطر أن يلجأ لخشب الصندل و الباتشولي و القرفة لمساعدته في سحب البساط من تلك الإفتتاحية قبل التوغل في قلب العطر الرزين و قاعدته الجسورة المرتكزة على البخور و اللبان و دفقات خجولة من الجلد و العنبر لتضفي طابع الغموض على هذا العطر البالغ الإتقان ..

هناك أُناسٌ يُبدعون بصمت .. يان فاسنير هو أحدهم بلا شك ! .. الأنف خلف العطر: يان فاسنير

الثبات: 8 – الفوحان: 8 – جمال الرائحة: 9

الإفتتاحية: الورد البلغاري و الورد المغربي و الورد التركي و الهيل و الزنجبيل و فلفل التوت الحلو

قلب العطر: العود و خشب الصندل و الباتشولي و القرفة

القاعدة: الجلود و العنبر و البخور و اللبان

 

و إلى مواضيع قادمة بإذن الله ..  في أمانِ الله و حِفظه .. محبُّكم: عبدالله الغانم