من أحد الأشياء المميزة في المدرسة الغربية للعطور هي الخروج عن المألوف ، أحيانا ممكن تسميه جنون، إضافة أبعاد غير منطقية أو خروج عن القوالب الجامدة، سواء ذلك كان في رائحة العطر ،فلسفة أو فكرة العطر، شكل العرض ، الاسم ، أو حتة شكل الزجاجة أو الأتومايزر.
قد يختلف ذوقي مع مصمم عطور هذه الدار- Orto Parisi – و لكن لا أنكر نجاحه في جذبي لأفكاره التي قد تكون مليئة بالبهارات والتوابل تارة ، أو باللعب على نغمة زيوت العود تارة أخرى، إخفاء نوتات العطور وتركك لحدسك العطري، أو حتى الالتصاق بالأسماء الرنانة الجاذبة أو المنفرة أحياناً أو حتة ببعض (الحنجل والمنجل) في بعض الأحيان.
رأيي الشخصي أن العطار قد يكون لم يخرج كثيرا عن عبائته السوداء القديمة ( بلاك أفغانو) ، يبدو أنه أختار الاسم عمدا- ستيركس- حتى تنفر من تجربة العطر حتى لا تقارنه بسلفه وتقول أنه فقط غير شكل الزجاجة الى زجاجة كونياك زي بتاعت سبرتو في فيلم شمس الزناتي ، لكن لا يخلو الأمر من بعض الغموض و الاستكشاف، فقد إختلف الأمر قليلا معي، حيث أن الجواب لم يظهر من عنوانه و أنه ليس كل ماظهر دل على ما خفي.
العطر ذو افتتاحية غامضة ناعمة ( ربما لوز؟) مقارنة بأخيه الأكبر بلاك أفجانو – وإن كانت مقاربة له – بيت أنك لاتجد تلك اللمسة الخضراء الاولية في ستيركس.ثم بغتة ، يظهر شبح الطيف الانيمالك بعد المقدمة وهنا تبتدي تقلق!! لكن.. لحسن الحظ ليس ذلك الطيف المخيف الذي أوهمك به إسم العطر، هو يأتي خلف المشهد مقدما نوعا من الجورموندية بواسطة نوتة حلو قد تكون ربما الفانيلا ؟ من ملاحظتي تظهر اللمسة الحيوانية أكثر على الملابس منها على البشرة بناء على تجربتي.
ثم تنتظر وتنظر حولك في شك .. هل لاحظ أحد ذلك الطيف الغريب من العطر؟! انتظارك لن يطول كثيرا ، إذ يهرب لك قلب العطر الى دراي دون مقارب نوعا ما لبلاك أفغانو مع فارق عدم وجود اللمسة الخشبية الكريمية و استبدالها بلمسة بودرية سويتية دخانية يخالطها مسك و( ربما عود ؟) ورماد التبغ.
قد لم يحالفني الحظ في تحري الدقة في نوتات العطر ، لا أنكر أن لدي بعض الشك ، قد يكون هذا العطر ماكر قليلا . في وجهة نظري المتواضعة ، هو عطر مصمم لرجل( قد يكون غير مناسب للسيدات من وجهة نظري) متفرد برأيه ،يحب الجلوس لوحده أو فقط مع المقربين لديه الذين يفهمون وجهات نظره في الأمور بدون جدل أو سوء فهم ، لا يصلح للشراء الأعمى حتى وان كنت من محبي بلاك أفغانو! هو ذو أداء ضاري ، لكن أرى أن كافة الأداء تميل لسلفه ولكن طيفه العطري يحوم حولك على مدار الساعات ليذكرك أنك مازلت ترتدي حلتك الفخمة المميزة.
هل تحب هذا النوع الغامض من العطور ؟ شاركونا في التعليقات
دمتم بخير/ عبد الرحيم