عطر تراث سيد جنيد Turath Sayed Junaid

عطر تراث سيد جنيد

Turath Sayed Junaid

قبل أن أتحدث عن عطر تراث TURATH، أريد طرح مقترح بتصنيف “سيد جنيد” كأفضل دار عطور عربية بعد “أمواج”. بل لو وضعنا فارق السعر الهائل بين عطور الدارين فسنجد أن سيد جنيد ترضي المستهلك العربي بتوليفها لعطور شرقية وجودة مقبولة جدا وأسعار في المتناول للجميع تقريبا “50-300 ريال كسعر أغلب عطورها الرجالية والنسائية”. ولكن أصابني الأسف عندما تأكدت أن الشركة أوقفت انتاج عطرها الأيقوني “راسخ، نسخة اصدار نوتة الجلود والتي تقارب لرائحة توم فورد توسكان ليذر”. وبعد السؤال والتقصي في عدة فروع في مدن مختلفة بالمملكة، استنتجت أن السبب في إيقاف العطر هو اتاحة المجال للإصدارات الأخرى والمتجددة، إذ أن راسخ “أكل الجو” على باقي العطور وكان يحتل أعلى المبيعات للشركة، حتى قررت إيقافه وطرح عطور أخرى ذات روائح شرقية وغربية متنوعة.

على كلٍ، أشارككم اليوم بتجربتي الماتعة مع أحد العطور التي امتازت برونق وجمال ساحرين، أتحدث اليوم عن عطر “تراث”. عطر تراث مصنف على أنه عطر نسائي بامتياز كما هو مكتوب في الموقع الرسمي للدار!! (وهو ما أراه غريباً). وتصفه الشركة بأنه: يحتوي في مقدمته على روائح الورد مع الخوخ ، وقلب العطر يرتكز على الباتشولي، فيما يختتم العطر بالمسك الأبيض والفانيلا.

حسناً، في تجربتي وتقييمي الخاص أختلف مع كل ما ذكر في الموقع الرسمي للشركة، فبعد ثلاثة أشهر من الاستخدام المستمر، أستطيع القول بأن العطر بأنه يصلح للرجال و النساء، بل أره يميل أكثر للجانب الذكوري، كما هو الحال مع عطر توم فورد بلاك اوركيد النسائي الذي أعتقد أن أغلب مستخدميه تقريباً من الرجال!”.

ويمتاز عطر تراث بعبير روائح بخورية، شرقية، دافئة، وناعمة تداعب الأنف بكل سلاسة وأريحية، ولم أجد فيها رائحة الخوخ كما قرأت عنها، بل ظهرت لي نوتات عربية من صميم صحرائنا القاحلة، تخلو من أي نفحة سكرية أو فاكهية. وقد احترت حقيقة في استخدام العطر: ارتديته في المنزل، فوجدته يصلح كعطر منزلي، ارتديته وأنا ذاهب للمسجد، فوجدته يعجب المصلين، ارتديته في البرد والحر فكان متناغماً مع كل الأجواء، وأخيراً ارتديته وأنا ذاهب للمناسبات العائلية، فاتخذ طابع الرسمية. باختصار أستطيع أن أصنفه كعطر “جوكر” يصلح لأغلب المناسبات والأحوال.

و أنتقل إلى تصنيفي الخاص للعطر:

جمال الرائحة: 9.5/10

الفوحان: 8/10

الثبات: 6/10

نعم! التقييم السابق أراه منصف. فجمال الرائحة أعتقد أنه سيكون ذا مكانة عالية عند كل من يرش أو يشم العطر، وفوحان العطر مرتبط بشكل وثيق بثباته، فطالما العطر ثابت فهو يفوح، ولكن المشكلة أن ثباته منخفض نسبياً، ولعل سبب ذلك يعود إلى شكل زجاجة العطر والطريقة التي يخرج بها، وهذا ينقلنا إلى آخر نقطة وهي تصميم زجاجة العطر. فهي ذات وزن ثقيل وتصميمها مستوحى من العطور القديمة ذات الأتومايزر القديم الذي يعتمد على نفخ الهواء بداخل المقبض لرش السائل من القنينة بكميات قليلة ولكن بدفقات تنتشر على مساحات واسعة وكأنها بخاخ جو! ويعاب على العطور التي تحمل هذا التصميم في أن الرش منها يختلف قليلا عن الرش من الزجاجات العادية، والسائل بداخلها معرض للانسكاب اذا مالت القنينة، وخرابات هذا النوع كثيرة مقارنة بالاتومايزر العادي الموجود في أغلب العطور البخاخ. وهذا ما دفعني لتحويل العطر إلى زجاجة خارجية تكون أكثر عملية.

ختاماً أظن أنني اشتريت العطر بسعر 200 أو 250 ريال، ويأتي في العبوة الفخمة: القنينة الرئيسية وفيها سائل بسعة 80 مل، بالإضافة إلى عبوة معدنية إضافية لإعادة التعبئة تقريبا فيها 60 مل، مما يجعلها فخمة ووجيهة إذا ما أريد اهدائها.

وتقبلوا تحياتي،، نواف