عطر توسكانى بير دونا
Tuscany Per Donna
عندما يروي عطر قصة توسكانى، المنطقة الإيطالية العريقة المتكونة من عدة مدن كان لكل منها قصة في الفن والعشق والجمال (ومنها فلورنسا، بييزا، سيينا، …) ، فلا بد أن يكون الإبداع حليفه.
يجسد عطر Tuscany Per Donna Perfume (توسكاني عطر المرأة) الروح الحقيقية لتوسكان أو توسكاني بطريقة فنية، ابتداءً من حرفية صنعته إلى حملته الإعلانية وحتى آخر نفحة من عَـطَراته.
أصدر عام 1993 وتم تسويقه بدايةً تحت العلامة التجارية “أرامس” قبل ضمه إلى خط “استي لودر” الأم، وقد لاقت حملته الإعلانية رواجًا واسعًا في أنحاء العالم. وأحسب أن على الأقل صورة دعائية واحدة له قد رسخت في أذهان محبي العطور من معاصري منتصف و أوائل التسعينات من ذاكرة القرن الماضي..
ويجسد توسكاني بير دونا الأنوثة كمعادلة صعبة، رغم كونه عطر الإحساس بالضياء الدافئة والراحة الإغوائية للتلال الرومنسية، ويعكس مزيج من الأزهار المورقة، وأعشاب البحر الأبيض المتوسط
يصنف على أنه عطر الأخشاب الشرقية المنعشة، كما أن رائحته الترابية الأنثوية هي مزيج من الجريب فروت، والليمون، والأفندي. يحمل العطر أيضا نفحة سكرية دافئة.
نوتات العطر تبدأ بالفواكه، ويتوسطها الزهور وقاعدتها هي ما تجعله مختلفا عن ما يشابهه من عطور مثل تيريزور (بحسب الكثير من المراجعات)، وبيوتي من كيلفن كلاين بحسب أنفي المتواضع.. إلا أن هذا العطر هو خشبي وليس سكري أو فاكهي ولكنه مخفف بموجود عدد من الأزهار والفواكه
ما يميز العطر أيضا وجود نوتة العشب الأخضر في المقدمة التي تميز بها عدد عطور استيلودر.. أيضا البرقوق، واليلانج يلانج وشجرة اللبنى أو الإصطرك.
النوتة الأولى: زهرة الياقوت الأزرق Hyacinth- الخوخ- والبرقوق- والمندريان- البرجموت- الجريب فروت- والعشب الأخضر
النوته المتوسطة: الياسمين- والبنفسج- وزهر البرتقال- والقرنفل- وزهرة العسل Honeysuckle- الروز- ليلك الوادي- واليلانج يلانج
النوته القاعدية: شجر الأرز Cedar- والفانيليا- والمسك- والعنبر- وخشب الصندل- واللبنى أو الصطرك Styrax
العطر متوقف حاليا عن البيع على الأقل محليا، وأنا أشتاق الآن لتجديد حلم مقاعد الدراسة المتوسطة، بدأ العشق مع معلمتي التي كانت تفوح عطرا بشكل يجذب كل من حولها، ووقعت بين يدي مجلة تحمل العينة ذاتها (عينة وسط المجلة) وعرفت أنه هو بعينه، فلم يخطئه أنفي المبتدئ جدا..
أصبح حينها عطري المفضل، ولو صادف أن قرأت مراجعات هذا العطر، ستجد أن من يرتديه لا يستغني عنه بسهوله.. كثيرات هن اللاتي سعدن بإطراء الجنس الآخر أو العائلة والأصدقاء بهذا العطر الآسر
طال الزمن بيني وبين توسكان، لا أعلم إن كانت ذاكرة العطر مازالت تسعفني بتذكر مدى تميزه.. مؤخرا قررت طلبه من أحد المواقع.. أتمنى أن يكون عند حسن ظني..
ما يجعله بنظري محل شك الآن، هو ظهور عدد من العطورات التي قد تشابهه بشكل يقلل من مدى تميزه.. أعتقد أنه يمتلك من الصفات ما يحفظ به تميزه من فوحان ورائحة أنثوية جريئة وناعمة جدا.. وأيضا أعتقد أن استي لودر لها رائحة قد لا تعجب البعض، إلا أنها تظل متميزة ولا يمكن أن تخطأ.
ما لفت انتباهي أكثر من فنية العطر بحد ذاته، هو ثقافة الإعلان المتبعة فيه، والتي تجزم لنا بحرفية التخطيط لهذه الإعلانات كصور ذهنية ذات معاني ضمنية تستهدف المتلقي من حيث يدري ولا يدري. إنه الإعلان الفني الذي يقوم عليه مبدعون يحملون رسالة ضمنية ما، بغض النظر عن مدى إيجابيتها أو سلبيتها في كثير من الأحيان!
أُفصح عن الإعلان في ظهوره الثاني (حسب تقديري) من خلال العارضة الأمريكية السمراء النحيلة “ليزلي نافاجز Leslie Navajas” تسلك طريقاً مرصوفاً ضيقا، مرتدية فستاناً أبيض كابتسامتها الموسومة “بالجرئة الممزوجة بالخجل”.. وفي جانب الطريق عدد من الرجال واقفين أو جلوسٌ حول مائدة المقهى الذي تفوح منه رائحة “الحيوية العصرية الممزوجة بالعراقة التاريخية”.
وراء هذا الإعلان قصة التقطتها عدسات المصورة الأمريكية “روث أوركين” عام 1951 (وهي تعتبر أحد أشهر الصور الفوتوغرافية التي تحولت إلى ملصق متداول بين الناس بكثرة) وهو لفنانة أمريكية تسير في أحد شوارع فلورنسا التوسكانية، عاكسةً فكرة الشعور بالغربة وسط نظرات الرجال المتوحشة. صورة مليئة بالارتباك والخوف عبرت عنها قائلة:”لقد أحكمت إمساك شالي لكي أغطي به جسدي، فقد كان حمايتي ودرعي، حيث كنت أسير خلال بحر من الرجال”.
الأهم من ذلك أنها كانت محاولة لتجسيد الصورة النمطية للرجل الإيطالي وما تتعرض إليه فتاة غريبة وجميلة من مضايقات، وبحسب أحد الصحف: “كان ينظر إليها على أنها دليل على عجز المرأة في عالم يسيطر عليه الرجال”.
في السياق ذاته، وفي المنطقة ذاتها، وبالجمال الأنثوي الأميركي دون سواه، أُعيد إنتاج الموضوع بطريقة تصحيحية تعكس روح الرجل الإيطالي وطابعه الذي لا يمس بالأمان ولا يحمل أي تهجم أو امتهان.. ومن زاوية أخرى، فقد غيروا ردة فعل المرأة بصورة تعكس النظرة للمرأة في عالم الرجال في خليط متناقض بين القوة والأنوثة.. الجرأة والخجل.. العصرية والعراقة.. الهدوء والصخب.. النور والظل.. البراءة والنضج ..السهولة والامتناع.. هذه هي الأنثى في عيون توسكانا.. !
في نهاية المسار، عام 1995 تم التغيير إلى الوجه الجديد والشهير لـ أستي لودر “إليزبيث هيرلي Elizabeth Hurley” الفتاة الإنجليزية لا الإمريكية.. في فصل للسيناريو عن تضمين المدلولات السياسية.. إلا أن المرأة مازالت هي سيدة الموقف .. لم تتغير في عيون توسكانا.
نشير على عجل إلى أن الإعلان التلفزيوني كان امتداد للذكاء الدعائي ذاته..
مع تحيات Ms. Beauty
جميل التقرير بيوتي
نترقب جديدك كل عام وانتم بخير
وأنت بخير إن شاء الله وجميع الأخوة والأخوات.. 🙂
تقرير رائع.. و أسلوب مختلف.. أشكرك على طرحك المميز بالفعل.. تحياتي..
شاكرة لك
أسلوب درامي وهوه بحد ذاته حبكه
، كأنه قصه تتصاعد أحداثها تدريجيا لتصل الى العقده،
ثمّ الى النهايه، لا اعلم ان كنت الوحيد من لاحظ هذا الشئ
هو اسلوب راقي لايصال الفكره ،بتناغم غريب وهادئ دون صخب،
وكأنه قصة ما قبل النوم…
(( حاولت أجاري ابداع اسلوبك يا استاذه .. ))
تحياتي الكلاسيكيه المتواضعه،،،
شكرا لك وهذا قليل مما عندكم، التواجد مع مبدعي هذه المدونة ومشرفيها الحريصين على ظهور العمل بأفضل وجه هو أكبر محفز للإبداع..
وإن شاء الله يكون هناك من جرب هذا العطر أو من تحالفه الفرصة لتجربته مستقبلا.. فهذا العطر هو فعلا مثير وإغوائي، وإن لم يكن مفضلا لديك فعلى الأقل فسيكون من العطور الجيدة..
أعتقد أنه من العطور التي لا يختلف عليها أنفين..
تحياتي الرمضانية لك أستاذي
مبارك عليكم الشهر
انا لا استاذ ولا شي، فقط متذوق لابداعكم الأدبي
وانشاءالله اهديه للمدام ( في المستقبل
كل عام وانتو بخير وصحه وعافيه اجمل من العطر انتو وجمعتكم اطيبه
السلام عليكم
تقرير رائع دقيق ومفصل ينم على حرفية كاتبته العالية …
اتمنى ان اجده لتجربته بسبب التقرير المبدع الذي وصل حدا راقيا في الوصف ما زادني اشتياقا لملاقاته يوما وخطف لو رشة واحدة منه على الاقل لمعايشته والاحساس بالروح الايطالية التي احب طريقتهم في سبك عطورهم بها وعراقة مدنهم وازغتها وحتى طريقتهم في لفظ لغتهم الجميلة
شكرا لك على هذا التقرير الرائع اختي الفاضلة
صراحه تقرير جذاااب وقمة الروعه ..
تصدق ماكان لي نفس بتجربة العطر
بتقريرك شوقتني وفتحت نفسي لتجربته ..
تحياتي ..
شكرا أختي الكريمة على التدوينة الأكثر من رائعة ، بارك الله فيك و كل رمضان و أنت بألف خير و سعادة .
كل عام وأنتم جميعا بخير
شكرا لمرورك ابو خالد
وهذا قليل مما عندك يا بو محمد، ردك وحده قصيدة 🙂 وان شاء الله انقل لكم تجربتي بعد وصول العطر وتجديد العهد به بعد ما يقارب ١٥ سنه ..
أخ Ghost هذا جزء من روعة تقاريرك فأنا متابعة صامته منذ أيام، وأقدر جدا اهتمامكم بالعطور النسائية وعديمة الجنس.. رغم أن الوجود الذكوري هو الغالب إلا أننا دائما نجد مكان واهتمام منك ومن بقية الأعضاء
وما زاد هذا الاهتمام باعتقادي ان بعض الرجال يحب ارتداء بعض العطور النسائية .. ولله الحمد هذا من حظنا هههههه
الشكر لك أخ نورانيم على إخراجك للتقرير وتعديلاتك التي أتت في محلها.. وأشكرك ايضا على الاهتمام بطرح العطور النسائية.. وكل رمضان وأنت بخير أيضا إن شاء الله، وأعاننا الله وإياكم على صيام هذا الشهر الفضيل وقيامه..
أنا بصدد طلب مجموعة من العطور، واتمنى من جميع مبدعي المدونة الاهتمام أكثر بعطور الفخامة والتميز النسائية خاصة تلك التي تجمع بين القوة والانوثه في آن واحد، نحن النساء لا نميل دائما لما هو ناعم وحسب 🙂
ايضا اشكرك أخ نورانيوم على إضافة الدعاية التلفزيونية، من متابعتي من بعد فقط لاحظت جهودك الملفته والمميزه جدا جدا.. والان اجد من تجربتي الاولى انك ايضا وربما مشرفون اخرون وراء جميع إبداعات هذه المدونة بشكل فاق توقعاتي.. ما شاء الله 🙂
ما شاء الله تبارك الرحمن. موضوع ولا أروع أختي ms. beauty
والله صياغة الموضوع وأسلوبك جميل ومميز وفعلا شوقنا جميعا لتجربة العطر.
مكونات العطر فعلا جذابة وتذكرك بعطور نسائية أخرى نزلت بتلك الفترة.
يا حسرة!! وين بنحصل هالعطر الحين؟؟ وحاليا هل هو ملك لاستي لودر أو رجع ملك لأراميس؟؟ “ولو أنها نسبيا ما تفرق كثير بحكم إن استي لودر تملك شركة أراميس بكبرها.هههه”
سعيدين جدا بالإضافة المميزة لموقعنا الجميل عطر دوت انفو.
تحياتي.
الشكر لك أنت أخ So Simple على عطاءاتك المتواصله والمميزه ما شاء الله
والعطر رغم أنه فعلا مشابه لطبيعة عطور تلك الفتره خاصة العطر الأكثر شهرة تريزور من لانكوم، إلا أن الكثير من الناس يعتبر توسكاني أكثر تميزا
الحين مافيه إلا الطلب من النت 🙂 ، وهو تحت خط إستليودر حاليا، رغم أنه يباع في الإنترنت بكلا الخطين الإنتاجيين حسب اطلاعي..
تحياتي لك
كيف يمكنني الحصول عليه وشرائه دلوني رحمكم الله